الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة في دار الثقافة المغاربيّة ابن خلدون: صور كاركاتورية ساخرة تنزع القناع عن رجال ونساء السياسة

نشر في  13 أكتوبر 2014  (18:54)

 انطلق يوم السبت 11 أكتوبر 2014 بدار الثقافة المغاربيّة ابن خلدون معرض جماعي لرسوم الكاريكاتور، يؤثثه مجموعة من الرسامين التونسيين وهم على التوالي رشيد الرحموني، ليليا هلّول، أسامة البرداوي وأنيس المحرسي. يقول رسام الكاريكاتور الفرنسي جان سينيب "المشكلة مع رجال السياسة كوننا نعتقد أنّنا نرسم كاريكاتورهم، لكنّنا في الحقيقة نقدّم صورهم"، هذا ببساطة ما حاول أن يقدّمه المشاركون في هذا المعرض. ولئن اختلفت التقنيات فإنّ أغلب المواضيع تمحورت جول الأحداث التّي تلت انتخابات 23 أكتوبر 2011 وما شهدته من تقلبات وتغييرات اجتماعية وسياسيّة.

وضعيّة البلاد كاريكاتوريّة بطبعها

في معرض حديثه حول أعماله يؤكد رشيد الرحموني أحد أهمّ المشاركين وأكثرهم خبرة في المجال، أنّه أصبح من السهولة بمكان ايجاد مواضيع صالحة للرسم، فحالة البلاد كاريكاتوريّة بطبعها كما جاء على لسانه. فالمال السياسي الفاسد، وبيع وشراء الأصوات الذّان رافقا المشهد الانتخابي وبعض المترشحين للرئاسة يعتبر مُلهما ويساعد الفنانين على طرحها في شكل هزليّ وساخر. يبقى على الفنّان حسن اختيار المشهد وطرافته.

ويؤكد الرحموني أنّه يحاول دائما أن يخلط بين الجانب السياسي والاجتماعي، وهذا ما يجعل للمواطن العادي حضور بارز في لوحاته. فالمعركة الآن تدور رحاها بين المواطن من جهة والسياسة من جهة أخرى. في حين تقف بينهما الاضرابات وغلاء المعيشة والارهاب وضبابيّة المشهد العام.

من جهتها صرحت الفنانة ليليا هلول أنّ الجانب الاجتماعي غلب على أعمالها قبل الثورة وذلك بالنظر للقمع السياسي أمّا الآن فإنّ التحرّر مكّنها من دخول فضاءات أوسع للتعبير بما أنّها فنّانة تشكيليّة أيضا ومتخرجة من المعهد العالي للفنون الجميلة.

التقنية اختيار شخصيّ

تتنوّع لوحات الفنانين المشاركين بين عديد التقنيات. فبين طغيان الحوار على بعض أعمال رشيد الرحموني بطلب من الصحيفة التّي يعمل معها، فإنّنا نجد في أعمال أسامة الرحموني بورتريهات لعدد من الفنانين والوجوه الاعلاميّة المعروفة. وقد أكّد على ذلك كونه بدأ برسم البورتريهات قبل الدخول إلى فن الكاريكاتور. وقال إنّه يفضّل عدم استخدام الحوار في لوحاته ويلخّص ذلك بقوله "كلّما كان الكلام أقلّ، كلّما كانت اللّوحة أنجح"

يستعمل الفنان رشيد الرحموني الحبر الصيني وl'aquarelle في رسوماته. ويؤكّد أنّه لا يفضّل استعمال الحاسب الآلي باختيار منه. فلكلّ رسّام طريقته الخاصّة. وعلّل ذلك بمقارنة مع فنّ الخطّ العربي الذّي لا تبرز جماليّاته إلاّ إذا تمّ رسمه يدويّا.

يتواصل المعرض إلى يوم 21 من شهر أكتوبر وهو يلخّص عديد التفاعلات مع قضايا حرّكت الشارع التونسي. ولا يتناقض مع دور فنّ الكاريكاتور الأساسي في تأريخ الأحداث ولو كان ذلك برسم بسمة على شفاه المتقبّل للعمل. والبسمة قد تساهم في نسيان ما آل إليه وضع البلاد.

شوقي برنوصي